التغذية
27 ديسمبر، 2025
15
تتطور مقاومة الأنسولين غالبا بشكل تدريجي دون أن ننتبه، حيث يبدأ الشعور بالتعب السريع، وتزداد الرغبة في تناول الطعام بعد وقت قصير من الوجبات، مع تغيرات غير مبررة في الوزن. ورغم ذلك، يقع كثيرون في خطأ الاعتقاد بأن التعامل مع هذه المشكلة يتطلب حرمانا قاسيا أو الامتناع عن الطعام، بينما الحقيقة أن مقاومة الأنسولين تستجيب بشكل أفضل للتغييرات الهادئة والمستمرة في نمط الحياة.
تشير دراسات حديثة، منها أبحاث منشورة في مجلة Nutrients، إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف، والأطعمة الكاملة، والدهون الصحية غير المشبعة، تساهم في تحسين حساسية الأنسولين وتنظيم مستويات السكر في الدم على المدى الطويل. الأهم ليس ما تتوقف عن تناوله لفترة قصيرة، بل ما تلتزم به يوميا بشكل متوازن.
فيما يلي أبرز المجموعات الغذائية التي تساعد على الوقاية من مقاومة الأنسولين واستقرار مستوى السكر في الدم:
الخضراوات ودورها في توازن السكر
الخضراوات غير النشوية تعد من أهم عناصر النظام الغذائي الصحي، مثل الخضراوات الورقية، والبروكلي، والقرنبيط، والملفوف، والكوسا، والفاصوليا، والفلفل. هذه الخضراوات تمنح الشعور بالشبع دون التسبب في ارتفاع مفاجئ لمستوى السكر في الدم، كما تساعد على إبطاء عملية الهضم. عندما تشكل الخضراوات جزءا أساسيا من الوجبات، يتحسن التحكم في سكر الدم بشكل طبيعي.
البروتين للحفاظ على الشبع والطاقة
الوجبات التي تفتقر إلى البروتين قد تؤدي إلى الجوع السريع وتقلب الطاقة. البروتين يساهم في إبطاء الهضم والحفاظ على الشعور بالشبع لفترة أطول. من أفضل مصادره البيض، والدجاج، والأسماك، والعدس، والحمص، والزبادي. وتتميز الأسماك الدهنية بقدرتها على تقليل الشهية لاحقا خلال اليوم. لا يشترط تناول كميات كبيرة، بل وجود مصدر بروتين في معظم الوجبات.
الكربوهيدرات الذكية بدلا من الحرمان
الكربوهيدرات ليست عدوا، وإنما نوعها وسرعة هضمها هي العامل الأهم. الكربوهيدرات سريعة الامتصاص مثل الخبز الأبيض والحلويات والعصائر ترفع السكر بسرعة، بينما الكربوهيدرات بطيئة الهضم مثل الشوفان، والشعير، والقمح الكامل، والأرز البني، والبقوليات ترفع السكر بشكل تدريجي ومتوازن. كما يمكن تناول الفاكهة باعتدال، خاصة التفاح والتوت والحمضيات، ويفضل دمجها مع المكسرات أو الزبادي لتقليل تأثيرها على سكر الدم.
الدهون الصحية وتحسين حساسية الأنسولين
الدهون الصحية تلعب دورا مهما في زيادة الشعور بالامتلاء وتحسين الالتزام بالنظام الغذائي. من أبرز مصادرها زيت الزيتون، والمكسرات، والبذور، والأفوكادو، والأسماك الدهنية. هذه الدهون لا تسبب ارتفاعا حادا في سكر الدم، وتساعد على تقليل الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة، كما تحسن مذاق الطعام وتجعل الالتزام بالعادات الصحية أسهل على المدى الطويل.