اخر الأخبار :

دراسة حديثة تحذر من تأثيرات محتملة للمحليات الصناعية على صحة القلب والدماغ

أبحاث فى التغذية
23 ديسمبر، 2025 14
كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في عدد يناير 2026 من مجلة متخصصة في الطب الحيوي والعلاج الدوائي عن نتائج مقلقة تتعلق بتأثير أحد أشهر المحليات الصناعية على صحة القلب والدماغ، وذلك استنادًا إلى تجارب أُجريت على نماذج حيوانية.
وأوضحت الدراسة أنه عند إعطاء الفئران جرعات تعادل سدس الحد الأقصى الموصى به للاستهلاك البشري يوميًا، لوحظ حدوث تضخم طفيف في عضلة القلب، وهو ما يعني زيادة غير طبيعية في سمكها، إلى جانب ظهور مؤشرات على تراجع في الأداء الإدراكي، شملت ضعف الذاكرة والوعي المكاني.
وتأتي أهمية هذه النتائج في ظل الانتشار الواسع لاستخدام المحليات الصناعية ضمن النظام الغذائي الحديث، حيث تُسوّق على أنها بدائل منخفضة السعرات الحرارية للسكر، وتُستخدم للمساعدة في التحكم بالوزن ومستويات السكر في الدم. ومع وجود هذه المواد في عدد كبير من الأطعمة والمشروبات، يصبح فهم آثارها الصحية المحتملة أمرًا بالغ الأهمية لشريحة واسعة من المستهلكين.
وبيّنت نتائج الدراسة أن المادة محل البحث ساهمت في تقليل دهون الجسم بنسبة تقارب 20 بالمئة، إلا أن هذا التأثير الإيجابي الظاهري رافقته تغيرات غير مرغوبة في عضلة القلب، تم رصدها باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي والتحليل النسيجي. كما أظهرت الاختبارات السلوكية تراجعًا ملحوظًا في القدرات الإدراكية للفئران، خاصة في ما يتعلق بالذاكرة والقدرة على التعلم المكاني.
وأشار الباحثون إلى أن هذه التأثيرات ظهرت رغم استخدام جرعات أقل بكثير من الحدود التنظيمية المعتمدة حاليًا، ما يثير تساؤلات حول مدى أمان هذه الحدود، ويدفع إلى المطالبة بإعادة تقييمها على ضوء المعطيات العلمية الجديدة.
ما هي المحليات الصناعية؟
تُعرف هذه المواد بأنها بدائل للسكر تتميز بقوة تحلية عالية جدًا، قد تصل إلى مئات المرات مقارنة بسكر المائدة، مع احتوائها على سعرات حرارية قليلة أو معدومة. وتُستخدم على نطاق واسع في المنتجات المصنفة على أنها “دايت” أو “خالية من السكر”، مثل المشروبات الغازية، الحلويات، العلكة، منتجات الألبان، الحبوب، وبعض الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية.
مخاوف أوسع حول محليات أخرى
لم تقتصر المخاوف على هذا النوع فقط، إذ أشارت أبحاث سابقة إلى ارتباط بعض المحليات الصناعية الأخرى بزيادة مخاطر صحية خطيرة. فقد أظهرت دراسات أن ارتفاع مستويات بعض هذه المحليات في الدم قد يرتبط بزيادة احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، إضافة إلى تعزيز تكوّن الجلطات الدموية والإجهاد التأكسدي في الأوعية الدموية، بما في ذلك أوعية الدماغ.
كما أفادت دراسة طويلة الأمد استمرت ثماني سنوات وشملت أكثر من 12 ألف مشارك، بأن استهلاك المحليات منخفضة أو منعدمة السعرات الحرارية يرتبط بتسارع التدهور المعرفي، خصوصًا في الذاكرة والطلاقة اللفظية، لدى الأشخاص دون سن الستين. ورغم إقرار الباحثين بوجود بعض القيود المنهجية، فإنهم شددوا على الحاجة إلى مزيد من الدراسات طويلة المدى.
خلاصة
تشير مجمل هذه النتائج إلى أن استخدام المحليات الصناعية، حتى ضمن الحدود المسموح بها حاليًا، قد يحمل مخاطر محتملة على وظائف القلب والدماغ، وفقًا لما تظهره النماذج الحيوانية والدراسات الرصدية البشرية. لذلك، يوصي الباحثون بضرورة إعادة تقييم معايير السلامة الحالية، إلى جانب دعوة المستهلكين إلى الاعتدال والانتباه لكميات ما يستهلكونه يوميًا من هذه المواد، إلى أن تتضح الصورة العلمية بشكل أكثر شمولًا.