أبحاث فى التغذية
15 ديسمبر، 2025
35
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة إيست أنجليا عن وجود نقص واسع في أحماض أوميجا 3 الدهنية لدى معظم البالغين حول العالم، مؤكدة أن هذه الدهون الأساسية تلعب دورًا محوريًا في دعم صحة الدماغ والقلب والعينين والجلد، إضافة إلى وظائف حيوية أخرى في الجسم. وأشارت الدراسة إلى وجود فجوة كبيرة بين التوصيات الغذائية العالمية وما يحصل عليه الأفراد فعليًا من أوميجا 3، ما يستدعي تعزيز الوعي الغذائي وتقديم إرشادات أوضح، وفقًا لموقع تايمز ناو.
ما هي أحماض أوميجا 3 ولماذا تعد ضرورية؟
أحماض أوميجا 3 هي دهون صحية لا يستطيع الجسم تصنيعها بنفسه، لذا يجب الحصول عليها من الغذاء أو المكملات. ومن أبرز أنواعها:
-
حمض الإيكوسابنتاينويك EPA
-
حمض الدوكوساهيكسانويك DHA
وتكمن أهمية هذه الأحماض في دورها الحيوي عبر مختلف مراحل الحياة، حيث يساهم DHA في نمو الدماغ والجهاز العصبي خلال الحمل والطفولة المبكرة، كما يساعد على الحفاظ على القدرات الذهنية لدى البالغين. وتعمل أوميجا 3 على خفض الدهون الثلاثية، ورفع مستوى الكوليسترول الجيد HDL، ما يعزز صحة القلب، إضافة إلى دورها في تقليل الالتهابات وتنظيم مستويات السكر في الدم، والمساعدة على امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل A وD وE وK.
حجم المشكلة على المستوى العالمي
أوضحت نتائج الدراسة أن نحو 76 في المئة من سكان العالم لا يحصلون على الكميات الموصى بها من EPA وDHA، رغم أن الإرشادات الغذائية تنصح بتناول 250 ملغ يوميًا للبالغين. وتزداد الحاجة خلال فترة الحمل، إذ يُنصح بإضافة ما بين 100 و200 ملغ من DHA لدعم نمو دماغ الجنين.
وتواجه بعض الفئات تحديات أكبر في الحصول على هذه الدهون، مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعيشون في مناطق يقل فيها استهلاك الأسماك الدهنية.
علامات محتملة لنقص أوميجا 3
قد لا يكون نقص أوميجا 3 مصحوبًا بأعراض واضحة دائمًا، إلا أن بعض المؤشرات قد تدل عليه، من بينها:
-
جفاف أو تهيج الجلد
-
جفاف العينين
-
آلام المفاصل
-
فقدان لمعان الشعر
-
ضعف التركيز وتراجع الذاكرة
المصادر الغذائية ودور المكملات
تُعد المصادر الطبيعية الخيار الأفضل للحصول على أوميجا 3، ومن أبرزها:
-
الأسماك الدهنية مثل السلمون، الماكريل، السردين، والرنجة
-
المصادر النباتية مثل بذور الكتان، بذور الشيا، الجوز، وفول الصويا، والتي تحتوي على حمض ALA الذي يتحول جزئيًا في الجسم إلى EPA وDHA
ومع ذلك، لا يتمكن كثير من الأشخاص من تلبية احتياجاتهم من الغذاء وحده، ما يجعل المكملات الغذائية مثل زيت السمك أو أوميجا 3 المستخلصة من الطحالب خيارًا شائعًا، مع ضرورة الالتزام بالجرعات الموصى بها لتجنب أي آثار جانبية محتملة.
توصيات لتعزيز الصحة العامة
خلصت الدراسة إلى ضرورة توحيد الإرشادات الغذائية المتعلقة بأوميجا 3، وتسهيل الوصول إلى مصادر مستدامة لهذه الدهون الأساسية، نظرًا لكون نقصها يمثل تحديًا صحيًا عالميًا يؤثر على مختلف الفئات العمرية. وأكد الباحثون أن رفع مستوى الوعي الغذائي، وتقديم نصائح دقيقة، وتوفير أوميجا 3 على نطاق أوسع، يمكن أن يسهم بشكل ملموس في تحسين الصحة العامة للأطفال والبالغين على حد سواء.