أبحاث فى التغذية
15 ديسمبر، 2025
32
كشفت دراسة علمية واسعة النطاق، شاركت فيها فرق بحثية من الولايات المتحدة وإيطاليا وأستراليا، أن الأطفال الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية قد يكونون أكثر عرضة لانخفاض الوزن وقصر القامة مقارنة بأقرانهم الذين يتناولون اللحوم.
ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة Critical Reviews in Food Science and Nutrition، حيث اعتمد الباحثون على تحليل بيانات نحو 48 ألف طفل ومراهق من 18 دولة، من بينهم 7280 طفلًا نباتيًا و1289 طفلًا نباتيًا صرفًا، وذلك استنادًا إلى 59 دراسة سابقة شملت فئات عمرية تبدأ من الرضاعة وحتى أواخر مرحلة المراهقة.
فروقات واضحة في الطول والوزن
وأظهرت النتائج أن الأطفال النباتيين كانوا في المتوسط أقل وزنًا بنحو 0.69 كغ وأقصر قامة بمقدار 1.19 سم مقارنة بالأطفال الذين يتناولون اللحوم. أما الأطفال النباتيون الصرف، فكانوا أخف وزنًا بنحو 1.17 كغ وأقصر قامة بـ3.64 سم. كما سُجل انخفاض في مؤشر كتلة الجسم لدى المجموعتين، ما يشير إلى نمط نمو أكثر نحافة.
كما لاحظ الباحثون انخفاضًا في كتلة الدهون ومحتوى المعادن في العظام لدى الأطفال النباتيين والنباتيين الصرف، الأمر الذي يؤكد أهمية المتابعة الدقيقة للنمو والتغذية في هذه المرحلة العمرية الحساسة.
فوائد غذائية يقابلها تحديات صحية
من جهة أخرى، أظهرت الدراسة أن الأطفال النباتيين يستهلكون كميات أعلى من الألياف والحديد وحمض الفوليك وفيتامين C والمغنيسيوم، إلا أنهم يحصلون على كميات أقل من الطاقة والبروتين والدهون وفيتامين B12. أما النباتيون الصرف، فواجهوا أيضًا انخفاضًا ملحوظًا في استهلاك الكالسيوم.
ورغم ارتباط الأنظمة النباتية ببعض الفوائد الصحية، مثل خفض مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار LDL وتعزيز صحة القلب، حذّر الباحثون من مخاطر نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية في حال عدم تعويضها بالمكملات المناسبة.
التخطيط الغذائي هو العامل الحاسم
وفي هذا السياق، أوضحت البروفسورة مونيكا دينو من جامعة فلورنسا أن الأنظمة الغذائية النباتية، إذا تم التخطيط لها بشكل جيد ودُعمت بالمكملات الغذائية اللازمة، يمكن أن تلبي احتياجات الأطفال الغذائية وتدعم نموهم الصحي.
كما أكد الدكتور وولفغانغ ماركس من جامعة ديكن في أستراليا أن النظام الغذائي النباتي قد يكون خيارًا صحيًا للأطفال، بشرط المتابعة المستمرة للعناصر الغذائية الأساسية واستشارة المختصين.
توصيات صحية متوازنة
وتشير هيئة الصحة الوطنية البريطانية (NHS) إلى أن اللحوم الحمراء تُعد مصدرًا غنيًا بالبروتين والمعادن المهمة، لكنها تحذر في الوقت ذاته من الإفراط في تناولها بسبب ارتباطه ببعض الأمراض مثل سرطان الأمعاء وأمراض القلب. كما لفتت إلى الأثر البيئي السلبي للإنتاج المكثف للثروة الحيوانية، وما يسببه من انبعاثات غازات دفيئة وتدمير للموائل الطبيعية.
ويخلص الباحثون إلى أن الخيار الغذائي للأطفال، سواء كان نباتيًا أو تقليديًا، يجب أن يقوم على التوازن والتخطيط الواعي، مع مراقبة النمو وتعويض أي نقص غذائي لضمان صحة الطفل على المدى الطويل.