في ظل هيمنة التواصل الرقمي وتسارع وتيرة الحياة العصرية المليئة بالضغوط، أصبح النوم غير المنتظم أو المتقطع مشكلة شائعة لدى الكثيرين. يعاني البعض من الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل أو صعوبة العودة إلى النوم، وهو ما ينعكس سلبًا على الصحة العامة وجودة الحياة.

النوم المتقطع لا يقتصر تأثيره على الشعور بالإرهاق فقط، بل يمتد ليؤثر على وظائف الجسم الحيوية، بدءًا من التركيز والمناعة، وصولًا إلى صحة القلب والتمثيل الغذائي والحالة النفسية.

ما هو النوم المتقطع؟

النوم المتقطع هو نمط نوم غير منتظم يتخلله استيقاظ متكرر أو اضطرابات ليلية تمنع الجسم من إكمال دورات النوم الطبيعية. وحتى في حال البقاء في السرير لعدد ساعات كافٍ، فإن تكرار الاستيقاظ يقلل من جودة النوم العميق والمريح.

قد ينتج هذا النوع من النوم عن التوتر والضغط النفسي، أو الإفراط في تناول الكافيين والكحول، أو اضطرابات النوم، أو عدم الالتزام بمواعيد نوم ثابتة.

مخاطر النوم المتقطع على الصحة

1. ضعف التركيز والقدرات الذهنية

يؤثر اضطراب النوم على قدرة الدماغ على معالجة المعلومات وتخزينها، مما يؤدي إلى الشعور بالخمول، النسيان، وصعوبة التركيز. ومع مرور الوقت، قد تتأثر القدرة على التعلم واتخاذ القرارات، ويزداد بطء ردود الفعل الذهنية.

2. إضعاف جهاز المناعة

يحتاج الجهاز المناعي إلى نوم منتظم ليعمل بكفاءة. اضطراب النوم يقلل من إنتاج المواد التي تحارب العدوى والالتهابات، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض ويؤخر التعافي، وقد يزيد على المدى الطويل من خطر الالتهابات المزمنة.

3. زيادة خطر أمراض القلب

يساعد النوم الجيد على تنظيم ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، بينما يؤدي اضطراب النوم إلى زيادة هرمونات التوتر، ما يرفع ضغط الدم ويزيد الالتهابات، وهما من أبرز عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

4. اضطراب التمثيل الغذائي وزيادة الوزن

قلة النوم تؤثر على الهرمونات المنظمة للشهية، مما يزيد الإحساس بالجوع ويقلل الشعور بالشبع، ويدفع إلى تناول كميات أكبر من الطعام، خاصة الأطعمة الغنية بالسكر والسعرات الحرارية، ما يزيد من خطر السمنة ومقاومة الأنسولين.

5. التأثير على الصحة النفسية

يرتبط النوم ارتباطًا وثيقًا بالحالة النفسية. فاضطرابات النوم تزيد من التوتر، القلق، وسرعة الانفعال، كما قد تسهم في تفاقم الاكتئاب واضطرابات المزاج نتيجة تعطّل مراحل النوم العميق الضرورية لتنظيم المشاعر.

6. تسريع شيخوخة البشرة

خلال النوم، يقوم الجسم بإصلاح الأنسجة وتعزيز إنتاج الكولاجين. وعند اضطراب النوم، تتباطأ عملية تجديد البشرة، ما يؤدي إلى بهتان الجلد، ظهور الهالات السوداء، وزيادة التجاعيد المبكرة.

كيف يمكن تحسين جودة النوم؟

للتقليل من اضطرابات النوم وتحسين جودته، يُنصح بما يلي:

• الالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ ثابتة.

• تجنب استخدام الشاشات الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل.

• التقليل من الكافيين والمشروبات المنبهة والكحول.

• تهيئة بيئة نوم هادئة ومظلمة ومريحة.

• في حال استمرار المشكلة لأسابيع، يُفضل استشارة مختص لتحديد السبب وعلاجه.