يشكو كثيرون من التعب المستمر، والتشوش الذهني، وأحيانًا تنميل خفيف في اليدين أو القدمين، وغالبًا ما تُفسر هذه الأعراض على أنها نتيجة التقدم في العمر أو ضغط الحياة اليومية. إلا أن هذه العلامات قد تكون في الواقع إنذارًا مبكرًا لنقص بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية في الجسم.

متى يكون التعب مؤشرًا مقلقًا؟

الشعور بإرهاق غير معتاد، وصعوبة في التركيز، وضيق متكرر في التنفس قد يشير إلى نقص فيتامين ب12، وهو من العناصر الضرورية لوظائف الجسم الحيوية. وتشير الإحصاءات إلى أن نسبًا ملحوظة من الشباب وكبار السن لديهم مستويات منخفضة من هذا الفيتامين، حتى وإن لم تصل إلى مرحلة النقص الحاد، لكنها كافية لظهور أعراض مزعجة.

تأثير نقص فيتامين ب12 على الدماغ والأعصاب

يلعب فيتامين ب12 دورًا أساسيًا في دعم وظائف الدماغ، حيث يساهم في إنتاج المواد الكيميائية المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية. وعند نقصه، قد تظهر مشكلات في الذاكرة والتركيز، وقد يتم الخلط بينها وبين علامات مبكرة للخرف.

كما أن هذا الفيتامين ضروري للحفاظ على الغلاف الواقي للأعصاب. نقصه المزمن قد يؤدي إلى تآكل هذا الغلاف، ما يسبب تلف الأعصاب والشعور بالوخز أو التنميل في الأطراف.

لماذا يُعد الكشف المبكر مهمًا؟

لدى كبار السن، قد يؤثر نقص فيتامين ب12 على التوازن ويزيد من خطر السقوط. وإذا استمر النقص دون علاج لفترات طويلة، فقد يصبح تلف الأعصاب دائمًا ولا يمكن عكسه بالكامل، ما يجعل الفحص المبكر والتدخل السريع أمرًا بالغ الأهمية.

فئات أكثر عرضة للنقص

يزداد خطر نقص فيتامين ب12 لدى بعض الفئات، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها:

• انخفاض محتوى بعض الأطعمة من الفيتامين مقارنة بالسنوات الماضية

• التقدم في العمر، حيث يقل إفراز حمض المعدة الضروري لامتصاص الفيتامين

• استخدام بعض الأدوية التي تقلل من حموضة المعدة

وقد أظهرت دراسات أن نسبة ملحوظة من كبار السن جدًا يعانون من نقص هذا الفيتامين.

مصادر فيتامين ب12

تعد الأطعمة الحيوانية من أفضل المصادر الطبيعية لفيتامين ب12، مثل:

• اللحوم الحمراء

• الأسماك

• البيض

كما يمكن الحصول عليه من بعض المنتجات النباتية المدعمة. ومع ذلك، قد لا يكون الاعتماد على الغذاء وحده كافيًا لبعض الأشخاص، ما يستدعي المتابعة الطبية.

الخلاصة

الأعراض البسيطة التي قد تبدو عابرة، مثل التعب أو ضعف التركيز، قد تحمل رسالة مهمة من الجسم. الانتباه لهذه الإشارات، وإجراء الفحوصات اللازمة عند الحاجة، يساعد على الوقاية من مضاعفات خطيرة والحفاظ على صحة الأعصاب والدماغ على المدى الطويل.