التغذية
12 أكتوبر، 2025
8
نعيش اليوم في عالم مليء بعوامل الضغط الخفية التي تؤثر على صحتنا دون أن نلاحظ، مثل التلوث، سوء التغذية، قلة النوم، والتوتر المستمر. ومع مرور الوقت، يمكن لهذه العوامل أن تُبقي الجسم في حالة من الالتهاب الخفيف المزمن، وهو ليس الالتهاب الواضح الناتج عن الجروح أو العدوى، بل نوع هادئ يتطور ببطء، مسببًا تلفًا للخلايا واضطرابًا في عملية الأيض.
تشير تقارير طبية إلى أن الالتهاب المزمن يُعد عاملًا مشتركًا في كثير من الأمراض الحديثة مثل أمراض القلب، مقاومة الأنسولين، والشيخوخة المبكرة. وهنا يأتي دور أحماض أوميجا 3 الدهنية التي حظيت باهتمام واسع لقدرتها على الحد من الالتهابات من جذورها.
ما هي أحماض أوميجا 3 ولماذا هي مهمة؟
أحماض أوميجا 3 هي دهون متعددة غير مشبعة تلعب دورًا أساسيًا في دعم التوازن الداخلي للجسم. فهي تدخل في تكوين أغشية الخلايا وتؤثر على الاستجابات المناعية، مما يساعد على تهدئة الالتهابات وتحسين وظائف أجهزة الجسم المختلفة.
لا تقتصر فوائد أوميجا 3 على تقليل إنتاج العوامل الالتهابية مثل السيتوكينات، بل تحفز أيضًا إنتاج مركبات طبيعية تُعرف بـ “الريسولفين”، وهي مواد تعمل على تهدئة الالتهاب وتعزيز إصلاح الأنسجة دون التأثير السلبي على الجهاز المناعي.
الفرق بين الالتهاب الحاد والمزمن
الالتهاب الحاد يظهر على شكل احمرار وتورم وارتفاع في درجة الحرارة، وهو رد فعل طبيعي ضروري لحماية الجسم. أما الالتهاب المزمن منخفض الدرجة فينتج عن أسلوب الحياة السريع والتوتر المستمر، وسوء التغذية، والتدخين، واضطرابات النوم. هذا النوع من الالتهاب يستمر لفترات طويلة ويؤدي إلى تلف بطيء في الأنسجة، ما قد يسبب مشكلات أيضية وصحية على المدى الطويل.
كيف تتحكم أوميجا 3 في الالتهابات؟
تندمج أحماض أوميجا 3 في أغشية الخلايا المناعية وتُحسّن من تواصلها، مما يقلل من الإشارات الالتهابية الزائدة ويدعم التوازن المناعي. وقد أظهرت الأبحاث أن مركبات EPA وDHA – وهما نوعان رئيسيان من أوميجا 3 – تخفض السيتوكينات الالتهابية وتدعم إنتاج مركبات طبيعية تساعد الجسم على حل الالتهابات ذاتيًا.
فوائد أوميجا 3 في مواجهة الالتهابات
-
دعم صحة القلب والأوعية الدموية من خلال تقليل التأثيرات الالتهابية.
-
تحسين الوظائف الإدراكية وصحة الدماغ.
-
تقليل التهابات المفاصل وتخفيف التصلب والألم.
-
تحسين حساسية الأنسولين ودعم التوازن الأيضي لدى مرضى النوع الثاني من السكري.
-
تعزيز إصلاح الأنسجة بشكل طبيعي دون تثبيط الجهاز المناعي.
كيفية إضافة أوميجا 3 إلى نظامك الغذائي
لتحقيق أقصى استفادة من أحماض أوميجا 3، من المهم التركيز على التوازن الغذائي قبل اللجوء إلى المكملات. إليك خطوات عملية:
-
تناول الأسماك الزيتية مثل السلمون، الماكريل، والسردين من 2 إلى 3 مرات أسبوعيًا.
-
للنباتيين، يمكن استخدام مكملات EPA/DHA المستخلصة من الطحالب.
-
أضف مصادر طبيعية لحمض ألفا لينوليك مثل بذور الكتان، بذور الشيا، والجوز.
-
اختر مكملات أوميجا 3 عالية الجودة بعد استشارة الطبيب.
-
راقب صحتك إذا كنت تتناول مميعات الدم أو تعاني من أمراض مناعية.
-
اجمع بين أوميجا 3 ونظام غذائي مضاد للالتهابات يعتمد على الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والأطعمة الطبيعية غير المصنعة.