التغذية
9 أكتوبر، 2025
18
الصوديوم معدن أساسي يلعب دورًا مهمًا في توازن السوائل، وظائف الأعصاب، وانقباض العضلات. وبالرغم من أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في القلب، فإن نقصه الشديد يمكن أن يشكل خطرًا صحيًا لا يقل أهمية، إذ يؤثر على عمليات الأيض، وظيفة الأنسولين، وصحة القلب والأوعية الدموية. لذلك من الضروري الحفاظ على توازن معتدل في استهلاكه.
فيما يلي خمس مخاطر رئيسية لتناول كميات قليلة جدًا من الصوديوم:
1. تفاقم مقاومة الأنسولين
الأنسولين ينظم مستويات السكر في الدم، ويُسهم نقص الصوديوم بشكل مفرط في زيادة مقاومة الأنسولين، ما يرفع احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني والسمنة وأمراض القلب.
2. التأثير السلبي على صحة القلب
تقليل الصوديوم يساهم في خفض ضغط الدم، لكن خفضه إلى مستويات منخفضة جدًا قد لا يحقق فائدة إضافية للقلب، بل يمكن أن يرتبط بزيادة طفيفة في معدلات الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية. الكميات المعتدلة من الصوديوم من الأطعمة الطبيعية غالبًا ما تكون كافية للحفاظ على صحة القلب.
3. زيادة خطر قصور القلب
الأشخاص المصابون بقصور القلب الذين يتبعون أنظمة منخفضة الصوديوم بشدة قد يواجهون مضاعفات أكبر، مثل اضطراب توازن الكهارل، انخفاض ضغط الدم، الإرهاق، وضعف فعالية بعض الأدوية. هذا يشير إلى أن التقييد المفرط قد لا يكون آمنًا في جميع الحالات.
4. مخاطر خاصة لمرضى السكري
تشير دراسات طويلة الأمد إلى أن مرضى السكري الذين يقللون الصوديوم بشكل مفرط يكونون أكثر عرضة للوفاة بجميع الأسباب وأمراض القلب مقارنة بمن يتناولون كميات معتدلة، مما يوضح أن الاعتدال أكثر أمانًا من التقييد الشديد.
5. خطر نقص صوديوم الدم
يحدث نقص صوديوم الدم عندما تنخفض مستوياته في الجسم بشكل حاد، وقد يؤدي إلى الصداع، الإرهاق، الغثيان، الارتباك، وفي الحالات الشديدة إلى مضاعفات خطيرة مثل تورم الدماغ أو الغيبوبة. كبار السن والرياضيون أكثر عرضة لهذه الحالة، خاصة مع الأنظمة الغذائية منخفضة الصوديوم جدًا.
التوازن هو المفتاح
توصي الجهات الصحية بتناول أقل من 2300 ملجم من الصوديوم يوميًا، أي ما يعادل تقريبًا 5.8 جرام من الملح. في المقابل، تشير بعض الأبحاث إلى أن تناول ما بين 3000 و5000 ملجم يوميًا قد يكون مثاليًا للبالغين الأصحاء.
أغلب الصوديوم الزائد يأتي من الأطعمة المصنعة والمعلبة، لذا يُنصح بالاعتماد على الأطعمة الطبيعية مع إضافة كمية معقولة من الملح للطعام المنزلي، بما يدعم وظائف الجسم ويحافظ على النكهة والتوازن الغذائي.
أما الأشخاص المصابون بحالات طبية محددة مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، فيجب عليهم اتباع الإرشادات الطبية الخاصة بهم، في حين لا يحتاج البالغون الأصحاء غالبًا إلى خفض الصوديوم بشكل مبالغ فيه. الاعتدال يضمن عمل الجسم بكفاءة ويقلل من المخاطر الصحية على المدى الطويل.