الأخبار
12 أكتوبر، 2025
11
رغم أن الكلى تعمل بصمت داخل أجسامنا، إلا أنها تتأثر بشدة بأي اضطراب في ضغط الدم أو مستوى السكر. كلا العاملين يسببان تلفًا تدريجيًا للأوعية الدموية الدقيقة داخل الكلى، مما يهدد قدرتها الحيوية على تنقية الدم. لكن يبقى السؤال الأهم: أيهما أخطر على الكلى، ارتفاع ضغط الدم أم ارتفاع السكر؟
أولًا: تأثير ارتفاع ضغط الدم على الكلى
الكلى تعتمد على شبكة دقيقة من الأوعية الدموية السليمة لتصفية الفضلات والحفاظ على توازن السوائل في الجسم. عند ارتفاع ضغط الدم، يتعرض هذا النظام الحساس لضغط مستمر يؤدي إلى تلف الأوعية بمرور الوقت.
هذا الضرر غالبًا ما يتطور في صمت لسنوات دون أعراض واضحة، ولهذا يسمى ارتفاع ضغط الدم بـ”القاتل الصامت”.
مع استمرار الضغط المرتفع، تتصلب الأوعية الدموية داخل الكلى وتنقبض، مما يضعف قدرتها على أداء وظائفها. وفي الحالات المتقدمة، قد يتطور الأمر إلى مرض كلوي مزمن يحتاج إلى غسيل الكلى أو زراعة كلية.
نصائح للوقاية:
-
قياس ضغط الدم بانتظام.
-
الالتزام بالعلاج الموصوف من الطبيب.
-
تقليل استهلاك الصوديوم في الغذاء.
-
ممارسة النشاط البدني بانتظام.
-
الإقلاع عن التدخين.
-
السيطرة على مستوى السكر في الدم.
ثانيًا: تأثير ارتفاع السكر في الدم على الكلى
عندما ترتفع مستويات السكر في الدم لفترات طويلة، تضطر الكلى لبذل مجهود أكبر لتصفية هذا السكر الزائد. هذا الجهد الإضافي يضغط على الأوعية الدموية الدقيقة داخل الكلى، مسببًا تلفًا تدريجيًا يقلل من قدرتها على تصفية الدم بكفاءة.
من العلامات المبكرة لهذا الضرر تسرب البروتين في البول، ما يشير إلى إرهاق الكلى. وإذا استمر ارتفاع السكر دون ضبط، قد يتطور الأمر إلى اعتلال الكلى السكري، وهو تدهور تدريجي في وظائف الكلى يحدث بصمت وعلى مدى سنوات.
نصائح للسيطرة على السكر وحماية الكلى:
-
الحفاظ على توازن مستويات السكر من خلال نظام غذائي صحي.
-
ممارسة الرياضة بانتظام.
-
إجراء فحوصات دورية لمراقبة وظائف الكلى.
-
شرب كميات كافية من الماء.
-
تقليل استهلاك السكريات المصنعة.
-
متابعة مستويات السكر يوميًا عند الحاجة.
أيهما أكثر خطرًا على الكلى؟
رغم أن ارتفاع ضغط الدم والسكر كلاهما يضر الكلى، إلا أن ارتفاع السكر غير المنضبط غالبًا ما يُحدث ضررًا مباشرًا وسريعًا في وحدات الترشيح الصغيرة (الكبيبات) داخل الكلى، ما يؤدي إلى تلف دائم بمرور الوقت.
أما ارتفاع ضغط الدم فيسبب أضرارًا من خلال إضعاف الأوعية الدموية وتقليل كفاءة الترشيح، لكن تأثير السكر المستمر غالبًا ما يكون أسرع وأكثر قابلية للتنبؤ.
وفي الواقع، أغلب المرضى يعانون من الحالتين معًا، وهذا المزيج هو ما يسرّع من تدهور وظائف الكلى بشكل ملحوظ. لذلك فإن التحكم المتوازن في كل من ضغط الدم ومستوى السكر يُعد مفتاحًا أساسيًا لحماية الكلى على المدى الطويل.