يُعد الفول السوداني من أكثر الوجبات الخفيفة شيوعًا، خاصة في فصل الشتاء، نظرًا لطعمه اللذيذ وسعره المناسب وغناه بالبروتين النباتي والألياف والدهون الصحية غير المشبعة. ورغم فوائده الغذائية المتعددة، إلا أن الخبراء يحذرون من أن الإفراط في تناوله أو تخزينه بطريقة غير صحيحة قد يشكل خطرًا على صحة الكبد.

السبب الرئيسي وراء ذلك هو الأفلاتوكسينات، وهي مركبات سامة تنتجها أنواع معينة من العفن مثل Aspergillus flavus وAspergillus parasiticus. تنمو هذه الفطريات على المحاصيل مثل الذرة والفول السوداني والمكسرات، خصوصًا عند التخزين في بيئات رطبة أو دافئة.

تشير الدراسات إلى أن الأفلاتوكسين B1 هو الأكثر سمية من بين ستة أنواع معروفة، حيث يهاجم خلايا الكبد مباشرة، وقد يؤدي التعرض المزمن له إلى تليف الكبد أو سرطان الكبد، كما يرتبط أيضًا بتأخر النمو وضعف المناعة وسوء التمثيل الغذائي، خاصة في الأطفال أو الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية.

ويُعد الفول السوداني أكثر عرضة لهذا التلوث بسبب نموه تحت الأرض، وقشرته المسامية، وسهولة امتصاصه للرطوبة بعد الحصاد إذا لم يُجفف جيدًا. كما أن التخزين في درجات حرارة مرتفعة أو في أماكن غير جيدة التهوية يعزز نمو العفن.

إلى جانب مخاطر التلوث، فإن الإفراط في تناول الفول السوداني يمكن أن يسبب مشاكل أخرى مثل الانتفاخ، وزيادة الوزن، وارتفاع ضغط الدم في حال كان مملحًا. كما أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية الفول السوداني قد يتعرضون لردود فعل تحسسية خطيرة.

نصائح للحد من المخاطر:

• احرص على شراء الفول السوداني من مصادر موثوقة.

• تجنب تناول الحبوب أو المكسرات ذات الرائحة أو الطعم غير الطبيعي.

• خزنه في مكان جاف وبارد بعيدًا عن الرطوبة.

• تناول كميات معتدلة منه فقط.

باختصار، لا يُعد الفول السوداني ضارًا بحد ذاته، بل تكمن الخطورة في التخزين غير السليم والتلوث بالعفن. الاعتدال والحرص على النظافة الغذائية هما المفتاح للاستفادة من فوائده دون الإضرار بالكبد.