يبدأ الكثير من الناس يومهم بفنجان القهوة الذي يمنحهم الطاقة والتركيز، بينما يفضل آخرون الاعتماد على الماتشا، وهو مسحوق الشاي الأخضر الذي انتشر مؤخرًا بفضل فوائده الصحية. ومع تزايد الإقبال على كلا المشروبين، يبرز السؤال: أيهما أكثر فائدة لصحتك، الماتشا أم القهوة؟

فيما يلي مقارنة شاملة بين الماتشا والقهوة من حيث القيمة الغذائية، الفوائد الصحية، والآثار الجانبية، إضافة إلى تأثير كل منهما على إنقاص الوزن.

الماتشا والقهوة من حيث القيمة الغذائية

يتشابه المشروبان من حيث المحتوى الغذائي عندما يُستهلكان دون إضافات.

• تحتوي نصف ملعقة صغيرة من الماتشا (الكمية المستخدمة في مشروب لاتيه تقريبًا) على نحو 4 سعرات حرارية، ولا تحتوي تقريبًا على دهون أو كربوهيدرات أو بروتين، وتوفر 20 إلى 40 ملليجرامًا من الكافيين.

• بينما يحتوي كوب القهوة الأسود على نحو 5 سعرات حرارية، وقرابة 0.7 جرام من البروتين، و0.4 جرام من الكربوهيدرات، مع حوالي 92 ملليجرامًا من الكافيين.

فوائد الماتشا الصحية

يُعرف الماتشا بقدرته على منح الجسم دفعة طاقة لطيفة ومستدامة بفضل احتوائه على مضادات أكسدة عالية التركيز، أهمها مركب EGCG، الذي يساعد على تقليل الالتهابات، وتحسين التمثيل الغذائي للدهون، ودعم جهاز المناعة.

كما يحتوي الماتشا على الحمض الأميني L-Theanine الذي يساعد على الهدوء والتركيز وتحسين الذاكرة والانتباه.
ونظرًا لأن الماتشا يُحضّر من أوراق الشاي الكاملة المطحونة، فهو يحتوي على كمية أعلى من مضادات الأكسدة مقارنة بالشاي الأخضر العادي، بما في ذلك الفلافونويدات، البوليفينولات، وفيتامين “ج”.

يُعد الماتشا من أغنى المشروبات بمضادات الأكسدة، ما يجعله خيارًا ممتازًا لدعم الصحة العامة ومقاومة الشيخوخة والأمراض المزمنة.

الآثار الجانبية للماتشا

رغم فوائده الكبيرة، إلا أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى التوتر أو اضطرابات الهضم أو صعوبات النوم بسبب احتوائه على الكافيين.
كما أن نكهته العشبية قد تدفع البعض لإضافة الحليب أو السكر لتحسين الطعم، مما يزيد من السعرات الحرارية ويقلل من فوائده.

فوائد القهوة الصحية

تُعد القهوة من أغنى المشروبات بالعناصر النباتية النشطة، وترتبط بالعديد من الفوائد الصحية عند تناولها باعتدال.
فقد أشارت دراسات عديدة إلى أن شرب من ثلاثة إلى أربعة أكواب يوميًا قد يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ويُحسّن المزاج، ويعزز الأداء الرياضي ووظائف الكبد، كما يرتبط بطول العمر وانخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

تحتوي القهوة على مركبات طبيعية مثل حمض الكلوروجينيك والديتربينات والأحماض الفينولية، وهي مركبات مضادة للأكسدة والالتهابات، ما يجعل القهوة مشروبًا مفيدًا عند استهلاكها بشكل معتدل.

سلبيات القهوة

تناول القهوة على معدة فارغة قد يؤدي إلى زيادة هرمون الكورتيزول واضطرابات في الجهاز الهضمي.
كما أن الإفراط في الكافيين قد يسبب القلق والتوتر والأرق والغثيان أو الارتجاع المريئي.
يُنصح بشرب القهوة بعد الوجبات ومع البروتين لتقليل هذه التأثيرات، وتجنب الإضافات السكرية أو الكريمة المنكهة التي تقلل من قيمتها الصحية.

الماتشا أم القهوة لإنقاص الوزن؟

كلا المشروبين يمكن أن يدعما عملية التمثيل الغذائي وإنقاص الوزن، لكن بطرق مختلفة.

• الماتشا تحتوي على EGCG الذي يعزز إفراز هرمون GLP-1 المسؤول عن تقليل الشهية وتنظيم سكر الدم.

• بينما تحتوي القهوة على حمض الكلوروجينيك الذي يساعد في تحفيز حرق الدهون.

لكن الفارق الحقيقي يكمن في طريقة التحضير؛ فإضافة السكر أو الحليب كامل الدسم لأي منهما قد يحوّل المشروب إلى وجبة عالية السعرات تُعيق فقدان الوزن.

أيهما الأفضل لصحتك؟

الاختيار لا يعتمد على الأفضلية المطلقة، بل على التوازن في الاستهلاك.

• الماتشا تمنح طاقة هادئة ومستدامة وتدعم صحة الجهاز الهضمي.

• القهوة توفر تركيزًا أعلى وتأثيرًا أيضيًا أقوى.

لأفضل النتائج، يمكن دمج كلا المشروبين ضمن نظام غذائي متوازن يتناسب مع احتياجات الجسم وأسلوب الحياة.