يربط الكثيرون الألياف بصحة الجهاز الهضمي فقط، لكن تأثيرها يتجاوز الأمعاء ليشمل القلب والأوعية الدموية. فزيادة تناول الألياف يمكن أن تخفض مستويات الكوليسترول الضار، وتساعد على استقرار ضغط الدم، وتقلل الالتهابات التي تضع عبئًا على القلب، إلى جانب تحسين الطريقة التي يتعامل بها الجسم مع السكر والأنسولين. وحتى الزيادات البسيطة في استهلاك الألياف اليومية يمكن أن تؤدي إلى فوائد طويلة الأمد في صحة القلب والتوازن الأيضي.
دور الألياف في دعم صحة القلب
غالبًا ما تتركز النقاشات حول الألياف على تحسين الهضم وتنظيم حركة الأمعاء، لكن تأثيرها يشمل أيضًا تنظيم الاستجابات الأيضية التي ترتبط مباشرة بصحة القلب. تعمل الألياف القابلة للذوبان على إبطاء امتصاص السكر في الدم، مما يمنع الارتفاعات الحادة في الأنسولين التي قد تسهم مع الوقت في ارتفاع ضغط الدم والالتهابات. وعندما تكون مستويات الأنسولين أكثر استقرارًا، يقل الضغط الواقع على القلب، ما يسمح له بالعمل بكفاءة أفضل.
كيف تساعد الألياف في خفض الكوليسترول؟
من أبرز فوائد الألياف أنها تقلل الكوليسترول الضار. فالترسبات الدهنية التي يسببها هذا النوع من الكوليسترول داخل الشرايين تزيد من خطر النوبات القلبية ومشكلات القلب. ترتبط الألياف بجزيئات الكوليسترول أثناء الهضم، وتساعد الجسم على التخلص منها بدلًا من امتصاصها. ويلاحظ كثير من الأشخاص الذين يرفعون استهلاكهم من الألياف تحسنًا ملحوظًا في قراءات الكوليسترول حتى دون تغيير نمط حياتهم بالكامل.
تأثير الألياف على الوزن والالتهابات وضغط الدم
يساعد النظام الغذائي الغني بالألياف في الحفاظ على ضغط دم مستقر من خلال دعم صحة الأوعية الدموية وتقليل الالتهابات. فالالتهاب المزمن يعد عاملاً خفيًا وراء العديد من أمراض القلب. كما تشجع الألياف نمو بكتيريا الأمعاء المفيدة، مما يعزز عمليات الأيض ويخفف من اضطرابات الوزن والطاقة.
الأطعمة الغنية بالألياف تمنح شعورًا بالشبع وتستغرق وقتًا أطول للهضم، ما يساعد على التحكم في الشهية. وعندما يلتزم الفرد بتناول الكميات اليومية الموصى بها من الألياف، تنعكس الفوائد على الوزن والطاقة وصحة القلب بشكل واضح.
لماذا تقلل الألياف من خطر الإصابة بأمراض القلب؟
تشير الأبحاث إلى أن تناول كميات كافية من الألياف يوميًا يرتبط بانخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب، سواء لدى الأشخاص المعرضين لمخاطر عالية أو لدى من يتمتعون بصحة جيدة. فإضافة الحبوب الكاملة، والخضراوات، والفواكه، والبقوليات إلى النظام الغذائي يمكن أن يحسن صحة الأوعية الدموية ووظائف القلب بمرور الوقت.
ملاحظات مهمة عند استخدام مكملات الألياف
رغم أن المصادر الطبيعية للألياف هي الخيار الأفضل، يلجأ البعض إلى المكملات لزيادة الاستهلاك. لكن استخدام هذه المكملات يتطلب الحذر خاصة لمن يتناولون أدوية للقلب. فالألياف قد تؤثر على امتصاص بعض الأدوية، مثل أدوية قصور القلب، وضغط الدم، ومضادات التجلط. لذلك يُنصح بتناول مكملات الألياف بعيدًا عن مواعيد الأدوية، مع ترك فاصل زمني كافٍ لضمان امتصاص الدواء بشكل صحيح والحفاظ على فعاليته.