أبحاث فى التغذية
2 نوفمبر، 2025
42
كشفت دراسة حديثة أن توقيت تناول وجبة الإفطار يلعب دورًا محوريًا في تعزيز الصحة العامة وإطالة العمر، حيث أظهرت النتائج أن تناول الإفطار خلال الساعة الأولى أو الثانية بعد الاستيقاظ يساعد على تنظيم عملية الأيض، وتحسين مستويات السكر في الدم، ودعم صحة القلب والأوعية الدموية. في المقابل، تأخير الإفطار أو تخطيه قد يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بحسب موقع Times Now.
وأوضح الدكتور حسن دشتي، الباحث الرئيسي في الدراسة وأخصائي بيولوجيا الساعة البيولوجية في مستشفى ماساتشوستس العام بالولايات المتحدة، أن “توقيت الوجبات، وخاصة الإفطار، يمكن أن يكون مؤشرًا مهمًا على الحالة الصحية العامة، خصوصًا مع التقدم في العمر”. وأضاف أن تشجيع كبار السن على تناول الإفطار في مواعيد ثابتة ومنتظمة قد يشكل جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الشيخوخة الصحية، للحد من خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب.
نتائج الدراسة
نشرت النتائج في مجلة Communications Medicine، بعد متابعة أكثر من 3000 شخص بالغ في المملكة المتحدة تتراوح أعمارهم بين 42 و94 عامًا، على مدى أكثر من عشرين عامًا. شملت الدراسة تحليل مواعيد تناول الوجبات وأنماط النوم والعوامل الصحية المختلفة.
وأظهرت البيانات أن كل عقد إضافي من العمر ترافق مع تأخير متوسط يبلغ ثماني دقائق في موعد الإفطار. كما تبين أن تأخير الوجبة الصباحية ارتبط بارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وزيادة خطر الوفاة بنسبة تتراوح بين 8% و11% لكل ساعة تأخير إضافية.
لماذا يؤثر توقيت الإفطار في الجسم؟
يرى العلماء أن تناول الإفطار مبكرًا يُنشّط عملية التمثيل الغذائي منذ الصباح الباكر، مما يساعد على حرق الدهون بكفاءة وتنظيم الهرمونات المسؤولة عن الطاقة والجوع والنوم. أما تأخير الوجبة، فيؤدي إلى اضطراب في مستويات السكر وارتفاع الالتهابات، ما يضر بالأوعية الدموية ويرفع خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
الوقت المثالي للإفطار
بحسب الباحثين، يُنصح بتناول وجبة الإفطار خلال أول ساعتين من الاستيقاظ لمزامنة إيقاع الجسم الداخلي مع اليوم الطبيعي. كما يُفضّل أن تكون الوجبة متوازنة، تحتوي على البروتينات (مثل البيض أو الزبادي)، والكربوهيدرات الصحية (مثل الشوفان أو الحبوب الكاملة)، والفواكه الغنية بالألياف والفيتامينات. هذه التركيبة تدعم استقرار السكر في الدم وتوفر طاقة ثابتة طوال اليوم.
الإفطار والساعة البيولوجية
الساعة البيولوجية هي نظام داخلي ينظم الإيقاعات اليومية للجسم، من النوم إلى الهضم وإفراز الهرمونات. أي اضطراب في مواعيد الوجبات، وخاصة الإفطار، يخل بهذا النظام ويؤثر سلبًا على وظائف الجسم.
وتؤكد الدراسة أن الالتزام بمواعيد طعام ثابتة ومتناغمة مع الساعة البيولوجية لا يدعم فقط صحة القلب والتمثيل الغذائي، بل قد يكون أيضًا أحد المفاتيح البسيطة لإطالة العمر والوقاية من أمراض العصر.