الأخبار
22 نوفمبر، 2025
31
يعد البنكرياس من الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، فدوره أساسي في الهضم وتنظيم مستويات السكر في الدم. ورغم حجمه الصغير وموقعه خلف المعدة، إلا أنه يعمل بلا توقف لإنتاج الإنزيمات الهضمية والهرمونات المسؤولة عن توازن الجلوكوز. ومع ذلك، يمكن أن تتعرض صحة هذا العضو للتراجع تدريجيًا بسبب ممارسات يومية غير صحية قد تؤدي في النهاية إلى التهابه أو الإصابة بالسكري، وقد تتفاقم المشكلات لتصل إلى مراحل خطيرة.
هناك مجموعة من العوامل التي قد تجهد البنكرياس وتؤثر على وظيفته:
1. التدخين
يعزز التدخين احتمالية الإصابة بالتهاب البنكرياس، سواء الحاد أو المزمن. الالتهاب الحاد يظهر بشكل مفاجئ مع ألم شديد وغثيان، بينما يتطور الالتهاب المزمن ببطء على مدى سنوات. تشير الأبحاث إلى أن الخطر يرتفع كلما زادت مدة وكثافة التدخين، بينما يساعد الإقلاع على تقليل المخاطر تدريجيًا حتى تقترب من مستويات غير المدخنين بعد سنوات من التوقف.
ويرجح العلماء أن النيكوتين يؤثر على خلايا البنكرياس من خلال رفع مستويات الكالسيوم داخلها، إضافة إلى احتواء الدخان على مركبات تضر بالحمض النووي.
2. النظام الغذائي
يؤثر نوع الطعام بشكل مباشر على صحة البنكرياس. فالإفراط في تناول الدهون المشبعة، واللحوم المصنعة، والكربوهيدرات المكررة يزيد من احتمال الإصابة بمشكلات في البنكرياس كالتهاب البنكرياس أو تكوّن حصوات المرارة.
وتعد حصوات المرارة من أبرز مسببات الالتهاب الحاد، لأنها قد تسد القناة الصفراوية وتمنع خروج الإنزيمات الهضمية، ما يؤدي إلى تراكمها داخل البنكرياس وإتلاف أنسجته.
كذلك، تسهم المستويات المرتفعة من الدهون الثلاثية في تضييق الأوعية الدموية الدقيقة داخل البنكرياس وتقليل إمداد الأكسجين، ما يسبب تهيج الأنسجة. كما يؤدي الإفراط في السكريات إلى ارتفاعات متكررة في الجلوكوز والإنسولين، ما يضع البنكرياس تحت ضغط مستمر ويؤثر على حساسية الإنسولين.
3. السمنة
ترتبط السمنة بزيادة واضحة في احتمالات التهاب البنكرياس وسرطان البنكرياس. كما يمكن أن تتراكم الدهون داخل البنكرياس نفسه، وهي حالة تعرف بتدهن البنكرياس، حيث تستبدل الخلايا الدهنية جزءًا من الخلايا السليمة وتضعف وظيفته.
4. قلة الحركة
الخمول البدني يعزز مقاومة الإنسولين، ما يدفع البنكرياس لإنتاج المزيد منه بشكل متواصل. هذا الضغط المستمر قد يؤدي إلى ضعف الوظيفة وتزايد خطر الإصابة بالسكري أو سرطان البنكرياس. في المقابل، تساعد الحركة المنتظمة على تحسين امتصاص الجلوكوز، وتعزيز القدرة المناعية، وتحسين صحة الخلايا.
وتنصح الإرشادات الصحية بممارسة تمارين القوة مرتين أسبوعيًا، إلى جانب 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أو 75 دقيقة من النشاط القوي أسبوعيًا.