الأخبار
20 نوفمبر، 2025
26
قد يظن الكثير أن عمر القلب يطابق العمر الزمني لصاحبه، لكن الطب الحديث يوضح أن القلب قد يكون أصغر أو أكبر تبعا لنمط الحياة والعادات الصحية. فمع أن العمر المسجل في الهوية يحدد سنوات الحياة، فإن القلب يعكس أسلوب العيش وجودة الصحة، مما يجعله مؤشرا مهما لتقييم مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.
يتم تحديد عمر القلب من خلال خوارزميات طبية تعتمد على مجموعة من البيانات مثل ضغط الدم، مستوى الدهون، سكر الدم، مؤشر كتلة الجسم، التاريخ العائلي، وعوامل أخرى تؤثر في كفاءة القلب والشرايين. تتم مقارنة هذه البيانات ببيانات شخص من العمر نفسه لكن دون عوامل خطر، لتحديد ما إذا كان القلب أصغر أو أكبر من العمر الحقيقي.
ما معنى تقدم عمر القلب؟
عندما يكون عمر القلب أكبر من عمر صاحبه، فهذا يشير إلى فقدان جزء من مرونة الأوعية الدموية وبداية عملية تصلب الشرايين. وقد يحدث ذلك في سن مبكرة نتيجة التدخين، قلة النشاط البدني، أو النظام الغذائي غير الصحي. وفي المقابل، قد يدل العمر الأصغر للقلب على لياقة قلبية جيدة وحماية أفضل ضد أمراض الشرايين.
كيف يتم حساب عمر القلب؟
تعتمد الحاسبات الطبية الخاصة بعمر القلب على معادلات تم تطويرها من خلال أبحاث واسعة في مجال أمراض القلب. يتم إدخال بيانات تشمل العمر، الوزن، الطول، ضغط الدم، مستويات الدهون، وعوامل نمط الحياة. وبعد تحليلها، يظهر تقدير لاحتمالية التعرض لمشكلات قلبية خلال السنوات المقبلة، مما يساعد الشخص على معرفة وضعه الصحي واتخاذ الخطوات المناسبة.
الهدف من هذا التقييم ليس إثارة القلق، بل تقديم فرصة للمراجعة والوقاية قبل حدوث أي مضاعفات، إذ يمكن تحسين عمر القلب باتباع إرشادات بسيطة تعتمد على نمط حياة صحي.
عوامل تسرع شيخوخة القلب
عدة عادات ترفع مخاطر تلف الأوعية الدموية وتقدم عمر القلب، من أبرزها:
-
التدخين الذي يؤثر في بطانة الشرايين ويزيد احتمالات الجلطات.
-
ارتفاع ضغط الدم الذي يفقد الشرايين مرونتها الطبيعية.
-
ارتفاع الدهون والكوليسترول الذي يسهم في تضييق الشرايين.
-
السمنة وقلة الحركة التي تزيد الالتهابات داخل الجسم.
-
ارتفاع سكر الدم الذي يسبب تلفا في الأوعية الدقيقة.
ما الذي يمكن تحسينه؟
تشير الأبحاث إلى أن نحو نصف عوامل الخطر يمكن التحكم فيها، ومنها:
-
الإقلاع عن التدخين واستعادة مرونة الأوعية خلال فترة قصيرة.
-
اتباع نظام غذائي قائم على الخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية.
-
ممارسة نشاط بدني بمعدل 30 دقيقة يوميا لدعم تدفق الدم.
-
الحصول على قدر كاف من النوم لتقليل الإجهاد والالتهاب.
-
المتابعة الطبية المنتظمة لرصد أي تغييرات مبكرة.
اتباع هذه الإجراءات يمكن أن يجعل عمر القلب أصغر فعليا من العمر الزمني، بفضل تحسن الدورة الدموية واستقرار ضغط الدم.
قراءة العمر البيولوجي عبر القلب
يشير باحثون متخصصون إلى أن القلب يعتبر مرآة دقيقة للصحة العامة، فهو أكثر أعضاء الجسم تأثرا بنمط الحياة. ورغم إمكانية إخفاء الإرهاق أو الإجهاد، إلا أن القلب يكشف الحقيقة عبر أدائه ووضعه الحيوي.
لذلك، فإن تقييم عمر القلب ليس رفاهية، بل وسيلة فعالة لفهم الزمن البيولوجي داخل الجسم واتخاذ الخطوات المناسبة لتأخير شيخوخة القلب والحفاظ على الصحة على المدى البعيد.