أظهرت دراسة حديثة أن تناول كوبين من عصير البرتقال الطبيعي يومياً قد يؤثر إيجابياً في نشاط الجينات المرتبطة بصحة القلب، بما يتجاوز دوره المعروف في تزويد الجسم بفيتامين C. شملت الدراسة مجموعة صغيرة من البالغين الأصحاء، وجرى خلالها تحليل أكثر من 1700 جين في خلايا المناعة لديهم. وكشفت النتائج عن تغييرات مرتبطة بضغط الدم، والدهون، والالتهاب، وهي عوامل أساسية لصحة القلب.

الفلافونويدات ودورها في تعزيز الفوائد
أشارت الدراسة إلى أن الفوائد الصحية تعود إلى الفلافونويدات الحمضية الموجودة بشكل طبيعي في البرتقال وعدد من النباتات الأخرى، والتي تعمل كمضادات أكسدة والتهابات. وقد لوحظ انخفاض في مؤشرات الالتهاب وتحسن في وظائف الأوعية الدموية. كما اختلفت الاستجابة الجينية بين الأفراد بحسب الوزن، حيث ظهرت تغييرات مرتبطة بالالتهاب لدى أصحاب الوزن الطبيعي، وتغييرات مرتبطة باستقلاب الدهون والطاقة لدى ذوي الوزن الزائد.

ورغم النتائج المبشرة، أوضحت الدراسة أن حجم العينة كان صغيراً، وأنها لم تعتمد مقارنة مع مشروب آخر، مما يعني أن النتائج تشير إلى ارتباطات تحتاج إلى مزيد من البحث للتأكد من تأثيرها على صحة القلب بشكل فعلي.

التوصيات الغذائية
يرى الخبراء أن عصير البرتقال ليس حلاً سحرياً، لكنه مثال مهم على تأثير الغذاء في الجسم على المستوى الجزيئي. ويوصى بتناوله بكميات معتدلة، إذ إن السكر الطبيعي الموجود فيه لا يلغي فوائده عند استهلاكه بشكل مناسب. كما تشير دراسات سابقة إلى أن شربه قبل الوجبات قد يساعد في تقليل السعرات المستهلكة وتحسين مستويات السكر في الدم بفضل الفلافونويدات التي تبطئ امتصاص السكر.