أبحاث فى التغذية
7 أكتوبر، 2025
22
كشفت دراسة علمية حديثة، عُرضت في المؤتمر السنوي الثامن والثلاثين للجمعية الأوروبية للطب النووي (EANM 2025)، عن ارتباط مثير للقلق بين الدهون الحشوية العميقة في البطن وزيادة خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم العدواني لدى النساء، وذلك وفقًا لما نشره موقع “تايمز ناو”.
الدهون ليست متساوية في الخطورة
لطالما أدرك الأطباء أن السمنة ترفع احتمالات الإصابة بسرطان بطانة الرحم، خصوصًا لدى النساء بعد انقطاع الطمث. لكن هذه الدراسة سلطت الضوء على جانب جديد، حيث تبين أن الخطر لا يرتبط فقط بكمية الدهون في الجسم، بل بطبيعتها ونشاطها الأيضي. فالدهون الحشوية ذات النشاط المرتفع تمثل عامل خطر أكبر مقارنة بالدهون السطحية التقليدية.
منهجية الدراسة
أجرى باحثون من مستشفى جامعة هاوكلاند وجامعة بيرجن في النرويج تحليلاً دقيقًا لصور التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET/CT) لـ 274 امرأة مصابة بسرطان بطانة الرحم. ركز الفريق على قياس استهلاك الجلوكوز في الدهون الحشوية المحيطة بالأعضاء الداخلية، وهو مؤشر علمي يوضح مدى نشاط هذه الدهون داخل الجسم.
نتائج صادمة
أظهرت النتائج أن النساء اللواتي يمتلكن دهونًا حشوية أكثر نشاطًا من الناحية الأيضية، كن أكثر عرضة للإصابة بالسرطان في مراحل متقدمة، كما زادت لديهن احتمالات انتشار المرض إلى الغدد الليمفاوية. اللافت أن كمية الدهون لم تكن العامل الحاسم، بل درجة نشاطها والتهابها هي التي شكلت الخطر الأكبر.
لماذا الدهون الحشوية خطيرة؟
الدهون الحشوية تقع بعمق داخل تجويف البطن وتحيط بأعضاء حيوية مثل الكبد والمعدة والأمعاء. بخلاف الدهون السطحية، تقوم هذه الدهون بإفراز مواد التهابية وهормونات تؤثر بشكل مباشر على عمليات الأيض، مما يرفع خطر الإصابة بأمراض مزمنة وسرطانات عدوانية.
ويحدد الباحثون ثلاثة عوامل رئيسية تفسر هذا الخطر:
-
الالتهاب المزمن: الدهون النشطة تطلق مواد التهابية تخلق بيئة مواتية لنمو وانتشار الأورام.
-
مقاومة الأنسولين: النشاط الزائد للدهون يقلل من استجابة الجسم للأنسولين، مما يسهم في تحفيز نمو الخلايا السرطانية.
-
إشارات الأديبوكين: وهي إشارات كيميائية تصدر من الخلايا الدهنية لتتواصل مع الخلايا السرطانية وتدعم انتشارها في الأنسجة المحيطة.
تحول في فهم العلاقة بين السمنة والسرطان
يرى العلماء أن هذه النتائج قد تعيد تشكيل طريقة فهم الأطباء لدور السمنة في تطور السرطان، إذ ستتجه الأبحاث المستقبلية للتركيز على نشاط الدهون الأيضي وليس فقط على كميتها. كما يمكن أن تمهد هذه النتائج لتطوير طرق تشخيص وعلاج جديدة تستهدف تهدئة الدهون الحشوية والحد من تأثيرها الضار.
ومع تزايد معدلات السمنة وسرطان بطانة الرحم عالميًا، تمثل هذه النتائج رسالة تحذير واضحة للنساء بضرورة تبني نمط حياة صحي لا يركز فقط على فقدان الوزن، بل أيضًا على التحكم في نشاط الدهون داخل الجسم، لحماية الصحة العامة والوقاية من أخطر أنواع السرطان.